تأهلنا لنصف النهائي بثلاثية للصقر وجدو

روَّض نجوم منتخبنا الوطني للكرة أسود الكاميرون في دور الثمانية من بطولة كأس الأمم الإفريقية بأنجولا بعدما فازوا بثلاثية غالية مقابل هدف ليؤكد الفراعنة تفوقهم الدائم علي الكاميرون بغانا وأنجولا وفي أي مكان.. سجل لمصر أحمد حسن "هدفين" وجدو كالعادة "هدفاً" وإيمانا للكاميرون.. كانت نتيجة الوقت الأصلي التعادل قبل أن يسجل منتخبنا هدفين في الوقت الإضافي وبذلك يتأهل منتخبنا للدور قبل النهائي حيث سيلاقي المنتخب الجزائري الخميس في مباراة قوية وثأرية.
كان المنتخب الكاميروني الأفضل في الوقت الأصلي لكن هجمات منتخبنا كانت الأخطر.. سجل أحمد حسن رقماً قياسياً شخصياً باعتلائه عمادة لاعبي الكرة المصرية برصيد 170 مباراة دولية وأيضا تقدمه لصدارة هدافي البطولة وأيضا تخطت مصر الكاميرون في عدد المباريات دون هزيمة في البطولات الإفريقية.
مع انطلاق الشوط الأول بصافرة جيروم دامون حكم اللقاء سجل أحمد حسن قائد منتخبنا رقماً قياسياً جديداً بمشاركته في 170 مباراة دولية ليكون العميد الجديد للكرة المصرية وهو رقم من الصعب تحطيمه في المستقبل القريب.. جاء الأداء متوتراً من المنتخبين وسط تحضيرات كثيرة في محاولة لجس النبض وبعد تكليفات محددة من قبل حسن شحاتة لإيقاف خطورة مكامن القوة في المنتخب الكاميروني حيث كلف أحمد فتحي برقابة إيتو المتوتر منذ البداية ووائل جمعة مع العملاق أدريسو في حين تم تحديد مهام الزحام في وسط الملعب لغلق منطقة المناورات ونفس الحال لمنتخب الكاميرون الذي وضع مديره الفني بول بيجوين مهام صارمة لمراقبة عماد متعب وزيدان مع إعطاء مساحة للاعبه الكسندر سونج في التحرك وتمويل زملائه خاصة إيتو وادريسو مع تكليف مستمر لايمانا برقابة أحمد حسن ولو بالقوة لإيقافه. لم تكن هناك ملامح واضحة لخطة المديرين الفنيين اللذين حرصا علي عدم كشف طريقة كل منهما مبكراً. شهدت الدقائق العشرة الأولي ضربات ركنية لصالح الكاميرون جاءت بسبب التوتر العصبي لمدافعينا إضافة للطريقة المميزة لتنفيذها علي القائم الأقرب مما سبب بعض الخطورة.. وكانت أخطر كرة لجيرمي الذي سدد بيسراه كرة قوية فوق العارضة. اختلفت الطريقة بين شحاتة وبيجوين والتي اعتمدت لمنتخبنا علي 5/3/2 وللكاميرون علي 3/5/2 بقصد الزيادة الهجومية علي منتخبنا.
طالت فترة الحذر المصرية في الشوط حيث لم تكن لنا أي خطورة ووجود مساحات بين خطوط منتخبنا وكانت أول خطورة لنا عن طريق زيدان الذي حاول بأدائه الفردي تشكيل خطورة انتهت بعرقلة خارج المنطقة انتهت بضربة ركنية هي الأولي لمصر بعد 17 دقيقة!! نجح خط دفاعنا بقيادة وائل جمعة وفتح الله وهاني سعيد وسيد معوض وأحمد المحمدي في السيطرة علي المنطقة الخطيرة بسبب الثبات والتفاهم الملحوظ بين اللاعبين مما أعطي الثقة للمنتخب في التأدية بشكل جماعي.. وبدون داع حصل حسني عبدربه علي كارت أصفر للخشونة.. امتلك الكسندر سونج منطقة الوسط بحرفنة شديدة وأخطأ لاعبونا عدم رقابته.. كانت الهجمات المرتدة غاية الخطورة لمنتخبنا وكاد مهاجمونا أن يستغلوا فرصتين لم يكتب لهما النجاح.. أضاع أحمد المحمدي فرصة التهديف بعد كرة رأسية علت العارضة وهو شبه منفرد.
في الدقيقة 27 نجح ايمانا في تسجيل الهدف الكاميروني بعد تسديده لضربة ركنية ارتطمت برأس أحمد حسن وسكنت شباك الحضري.. اندفع لاعبو منتخبنا بعد الهدف لتعويض فارق الهدف وأضاع متعب التعادل بعد أن مر من الحارس كاميني لكن الكرة خرجت بجوار القائم.. امتاز لاعبو الكاميرون بالضغط الشديد علي لاعبينا في كل الخطوط مما صعب من مهمتنا في تنفيذ المهام الهجومية!! بالإضافة للارتباك اللامفهوم للاعبينا وتوالي الركنيات التي بلغت أكثر من 12 ضربة ركنية تكشف الضغط الهجومي علي دفاعنا المهتز وكان له الأثر السلبي علي عصام الحضري الذي لم يتفاعل مع الكرات العرضية من الركنيات.. لعب فارق اللياقة والقوة الجسمانية لصالح الكاميرون خاصة عند الالتحامات والكرات المشتركة!! شكل ايمانا وادريسو خطورة في حين غاب إيتو تماماً عن اللقاء ولم يكن له وجود نهائياً.
في الدقيقة 37 احتفل أحمد حسن برقمه القياسي وبهدف عالمي من طراز الصواريخ الملتهبة أرض أرض من بعد 40 ياردة لم يرها كاميني إلا في الشباك ليعيد الكفة إلي التساوي من جديد!!
وكان الهدف بمثابة عودة الروح لمنتخبنا وأيضا لاستعادة الثقة والقدرات!! جيروم دامون أفرط في الكارث الأصفر وأعطي إنذارين لوائل جمعة وأحمد المحمدي في مجاملة فجة للكاميرون!! لاحت فرصة لحسني عبدربه في إحدي فترات التألق الفرعوني عندما وصلته كرة مثالية سددها برأسه بعيداً عن مرمي كاميني.. تألق الحضري في صد كرة قوية من ايمانا قبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط بالتعادل.
الشوط الثاني
كاد عماد متعب يسجل الهدف الثاني بعد كرة طولية من الحضري تمر من فوق رأس نيكولاس ينفرد منها متعب ويسدد في يد الحارس بعدها مباشرة فرصة ثانية لزيدان المتعجل وسدد بجوار القائم.. البداية كانت قوية لمنتخبنا بعد دش حسن شحاتة البارد فحول لاعبينا لكتلة من الحماس وأثاروا الذعر للمنتخب الكاميروني وبعدها فرصة ثالثة من زيدان سدد بقوة أنقذها الحارس الكاميروني.. وضحت الأخطاء الدفاعية للاعبي الكاميرون الذين انكشفت مستوياتهم عند الضغط المستمر.. تلاشت الرهبة عند لاعبي مصر وازدادت الثقة في أنفسهم بشكل كبير حيث وضحت التمريرات الإيجابية والتقارب بين الخطوط.. حاول المنتخب الكاميروني العودة للمباراة ببعض اللعبات الفردية والكرات العالية التي وقف لها مدافعونا برجولة في الوقت الذي استعمل فيه لاعبو الكاميرون الضرب بالأكواع لإرهاب مدافعينا.
لم يكن حسني عبدربه في حالته خاصة أنه حاول كثيرا الامساك بالكرة دون التمرير السريع وأعطي الفرصة للمنافسين لتشكيل خطورة علي مرمانا.
شهدت بعض دقائق الشوط فوضي كروية عارمة بين لاعبي المنتخبين حيث غلبت الإثارة والحماس علي الأداء وكانت تسديدة أيونج فضت هذه الفوضي بتسديدة قوية علت العارضة.
تأخر حسن شحاتة في تبديلاته رغم الحالة المتواضعة لحسني عبدربه وكان يمكن الاستفادة بلاعب آخر لإعادة تنظيم وسط الملعب.
لم يستغل المنتخبان الاماكن الخالية في الملعب وفضلا الزحام في الوقت الذي واصل فيه ايمانا سلسلة تسديداته القوية وتألق معها الحضري وكان سدا بمعني الكلمة!!
أفلت خط الوسط تماما من حسن شحاتة بعد سيطرة تامة للاعبي الكاميرون الذين صالوا وجالوا بحرية وأصبحت الجهة اليسري لمنتخبنا هي المفضلة في تنفيذ الهجمات السريعة والعرضيات الخطيرة!!
تبديل غير مفهوم لحسن شحاتة بإخراج زيدان ونزول جدو رغم أن العطل الفني كان متمثلا في الوسط وليس الهجوم علي العموم كانت وجهة نظر نحترمها لعل وعسي أن تخدم منتخبنا!!
- قدم هاني سعيد مباراة رائعة بسبب التزامه التام في الرقابة والتغطية السريعة وتدعيم زملائه.
وضح الفارق البدني من جديد لصالح الكاميرون وكانت الكرات العالية لصالحهم لكن ضعف المهارة أفسد كل محاولاتهم وفشلت تماما.
كانت هناك ملاحظات علي لاعبي منتخبنا خاصة في عدم اكتمال الهجمات المرتدة بسبب العصبية الزائدة والتسرع بدون داع في التمرير.
والحق يقال بأن المنتخب الكاميروني استغل كل مساحات الملعب بطريقة ذكية خاصة وان خطي الوسط والدفاع لعبا براحة تامة دون ضغط قوي عليهم واكتفي لاعبو منتخبنا بالدفاع من بعد الامتار ال 40 قبل مرمي الحضري وبالتالي كانت السيطرة والخطورة لأصدقاء وزملاء إيتو.
علي استحياء كانت لنا بعض الهجمات القليلة وتغاضي جيروم دامون عن ضربة جزاء واضحة لصالح عماد متعب واحتسبها خطأ ضده بشكل غريب يصل لحد الريبة.. تحولت المباراة تماما ناحية مرمي منتخبنا بشكل مخيف مما اضطر حسن شحاتة لاشراك حسام غالي بدلا من حسني عبدربه لتنشيط وسط الملعب وكان تصرف حسني عبدربه علي التبديل غريبا وغير مبرر عندما اعترض علي التبديل.. جاءت الدقائق الاخيرة صعبة للغاية علي منتخبنا.. المدير الفني للكاميرون اخرج ايمانا ولعب بدلا منه ويبو وكان تبديلا لصالحنا خاصة وأن إيمانا ارهقنا بقذائفه المتتالية.. عاندنا الحظ تماما عندما اضاع عماد متعب فرصة حسم اللقاء بتسديدة قوية ارتطمت بالشباك من الخارج ومعها وقعت كل القلوب دون استثناء وبعدها سدد أحمد حسن كرة قوية انحرفت فوق العارضة لينتهي اللقاء الاصلي بالتعادل 1/.1
الشوط الثالث
استهل ايتو مع أول كرة بصاروخ أرض أرض أفسدها عصام الحضري ببراعة وثبات ثم كرة ويبو في يد الحضري المتألق ومن خطأ لمدافع الكاميرون اصطاد جدو مرمي كاميني بهدف ثان غال بعدها لاحت فرصة أخري لمتعب الذي حاول تمريرها لجدو اصطدمت بقدم المدافع الكاميروني.
.. الهدف أصاب لاعبي الكاميرون بصدمة عصبية واستسلام ليتمكن أحمد حسن من تسجيل هدف ثالث من كرة ثابتة ارتطمت بالعارضة وسقطت في المرمي واعترض لاعبو الكاميرون علي الكرة دون جدوي لإصرار جيروم علي احتسابها.
.. اندفع لاعبو الكاميرون تجاه مرمي منتخب مصر في محاولة للتعويض لكن بسالة مدافعينا أفسدت كل المحاولات وسط بعض محاولات عنف من لاعبي الكاميرون الذين أصيبوا ب "الخضة" استفاد لاعبو منتخبنا من الثقة وجاءت التمريرات في غاية الروعة حتي أطلق جيروم صافرة نهاية الشوط.
الشوط الرابع
كان تبديل بيكي بديلاً لجيرسين الحل الأخير للكاميرون في الوقت الذي حرص حسن شحاتة علي الابقاء لمجموعة رجالاته للحفاظ علي هيئة المنتخب ومع كل دقيقة كانت الثقة تزداد للاعبينا مع اضطراب نفسي للاعبي الكاميرون!!
وفيما يبدو استسلم المنتخب الكاميروني والذي كان أشبه بالملاكم الذي القي بالفوطة معلنا الاستسلام التام بفوز الفراعنة رغم ان المنتخب الكاميروني حاول وكاد جدو يحرز هدفا رابعاً لولا براعة كاميني الذي أفسد الفرصة وتسبب جدو في طرد شيدجو الذي أمسكه من الفانلة وهو في طريقه للانفراد وسدد منها أحمد حسن في أبراج مدينة بنجيلا.ها تناغمت وتراقصت معها الجماهير الغفيرة . أشرك شحاتة لاعبه محمد عبدالشاقي بديلا لأحمد حسن ومعها أطلق الحكم صافرة النهاية!!