متي تثق حواء في بنات جنسها؟

تشهد احوال المرأة المصرية تحولاً كبيراً يجعلها تستطيع أن تفسح لنفسها مكاناً في الحياة السياسية يدعمها ويمنحها الثقة. ومنذ عصر الفراعنة لعبت المرأة دوراً مشهوراً في القيادة بداية من المملكة "حتشبسوت" ومروراً بالسيدتين هدي الشعراوي وسيزا النبراوي وغيرهما الكثيرات ممن لعبن دوراً هاماً في تطوير المجتمع المصري وهو ما أكده تقرير مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار عن طريق التقرير المعلوماتي عن المشاركة السياسية كما سبق وحدث عام 1979. حيث صدر القانون رقم "21" لسنة 1979 علي تخصيص 30 مقعداً للمرأة علي الأقل في مجلس الشعب وبالمثل خصصت نسبة ما بين "10% و20%" من مقاعد المجالس الشعبية وجاء عام 2009 ليشهد تمييزاً يجابياً مشروطاً للمرأة حيث تم تعديل بعض أحكام قانون مجلس الشعب رقم "38" لسنة 1972 ليقضي بتخصيص "64" مقعداً للمرأة علي مدار دورتين متتاليتن وذلك طبقا لدستور 1956 بمادته "31" التي اقرت "أن المصريين لدي القانون سواء. وهم متساويون في الحقوق والواجبات العامة. لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة.
دور سياسي فعال
وبفضل هذه المادة حصلت المرأة علي حقوقها للمرأة وهل لها دور فعال في الحياة السياسية؟
وتفسر لنا طبيعة الطفرة الهائلة للتمكين السياسي للمرأة المصرية الدكتورة / أمنية بيومي أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم بكلية الآداب جامعة الفيوم.
فتوضح انه كثر المحاكاة في الإعلام عن التمكين السياسي للمرأة المصرية واثيرت القضية وكأنها جزء منعزل في المجتمع المصري وبات التغني علي امجاد المرأة المصرية في مراحل النضال التاريخي لمجتمعنا المصري وأصبح الحل السحري في تشريع قانون للتمييز الأيجابي للمرأة أوحجب حصة أو كوته لها دون الرجال علي مستوي المجالس المحلية والتشريعية كتشريع وإجراء الذي تأكد في قانون "73" لسنة 1956 الذي نص علي حق المرأة في التمتع بالحقوق السياسية علي مستوي ابداء الرأي في الاستفتاء الذي يجري علي رئاسة الجمهورية والمستوي الثاني انتخاب اعضاء مجلس الأمة ولم يستكمل القانون أهم جوانب التمكين السياسي الذي شرع بقانون "38" لعام 1972.. وأكد علي حق المرأة للترشيح لعضوية مجلس الشعب اذن ليست الإجراءات والتشريعات القانونية هي الاعاقة أمام التمكين السياسي للمرأة ولكنها مجموعة من العوامل المجتمعية التي حددت إدوار المرأة الاجتماعية وجعلها في قالب لا تستطيع الخروج منه فعلينا جميعاً أن ندرك الأسباب الحقيقية التي تعوق مشاركة المرأة السياسية التي نصنعها بأنفسنا نحن النساء!!؟
وتؤكد لنا د/ أمنية بيومي هذه الأسباب وأولها الارث الثقافي الذي ينتج مجتمعاً ذكورياً يثق بقدرة الرجال في اقتحام الحياة السياسية ولا يثق بقدرة النساء. المجتمع الذي انتج هؤلاء من المسئول عنهم.. المرأة!
تهميش واستغلال
ولم تكن المنظومة الثقافية هي الوحيدة في تهميش المرأة سياسياً ولكن هناك مجموعة من العوامل المتضافرة منها الاستغلال النوعي والطبقي للمرأة ويتضح في الدوائر الريفية التي تفرض عليها تغييب أرادتها بتبعيتها لعائلتها ويضاف إلي تلك العوامل غياب دور المرأة في اجندة الاحزاب السياسية.
أن أيمان المرأة بمقدرة وقدرات بنات جنسها هو الحل السحري لتمكين المرأة سياسياً فعندما تنشأ الأجيال علي المساواة وغياب الفروق الفرعية بينهم فإنها تعطي رجالاً ونساء علي قدم المساواة دون احتياجها لأنظمة تشريعية تؤكد علي دور السياسي فهي المسئول الأول لتحقيق العدل والمساواة في المجتمع.